دعهـــــــــا....... ستأتيك راغمــــــة :
تمر الأيام .... ومعها تأخذ من هذا العمر القصير.... تأخذ ما لا يمكن إرجاعه....
فيوم الأمس لن يعود إليك ولو أنفقت عليه أموال الدنيا...
إن إنفاق ما لا يعوض من أجل ما هو زائل لهو الجهل بعينه....
يقضي كل منا أيامه وهو في جهد وشقاء..... بين العمل.... والتفكير في تحصيل الدنيا....
تزيد همومه كل ما زادت ممتلكاته...
يشقى ويجهد ويتعب نفسه في تحقيق زائل....أي والله إن هذه هي الحقيقة...
حقيقة أن الدنيا إلى زوال .... حقيقة نخفيها أو نحاول ذلك...
ورغم ذلك لاأحد منا يفكر في تركها وترك التفكير فيها...
ولست هنا أتحدث عن التفكير العقلاني فهو مقبول....
ولكن التفكير الذي يهدم البدن ..... ويشرد الفكر..... وينسي الحقوق و الواجبات ....
التفكير الذي تصبح قناعاته...... الغاية تبرر الوسيلة...
ألا يجب أن نقف عنده....؟؟
لماذا يجهد الإنسان وهو يعلم أن رزقه آتيه لا محالة بوعد من الرحمان منذ الأزل....
"" وفي السماء رزقكم وما توعدون ""
لماذا يخشى على تجارته حتى يفقد رشده وهو يعلم أنها تسير بأمر الله...
لماذا يكنز الذهب والفضة وهو يعلم أنه تاركها لا محالة لمن خلفه ولن يلقى من أجلها حتى الشكر...
لماذا ..... لماذا...... لماذا....
لماذا كل هذا وهو يسمع قول الحسن البصري وهو يقول حين سُئل عن سبب زهده في الدنيا ...
أتعرفون ما قال .... لقد قال ...
"علمت أن رزقي لا يأخذه غيري فاطمأنّ قلبي، وعلمت أن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به، وعلمت أن الله مطّلع عليّ . فاستحييت أن يراني
على معصية، وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء ربّ العالمين".
أو لم نسمع قول النبي -صلى الله عليه وسلم :
(استحيوا من الله حق الحياء، قالوا: لنستحي منه تعالى، قال: فليس كذلك، تبنون ما لا تسكنون، وتجمعون ما لا تأكلون)،
وقوله: (إذا أراد الله بعبد خيراً زهدهُ في الدنيا، ورغبه في الآخرة، وبصره بعيوب نفسه).
أفلا نزهد فيها...... ونحن نعلن أن كل من زهد فيها أتته راغمة....
هل هي طبيعة الإنسان الذي جُبل على حب الدنيا....؟؟
أم أنه طول الامل ونسيان الآخرة....؟؟
أم أنها الدنيا طمست على قلوبنا فأصبحنا لا نرى غيرها...؟؟
أم أنه عصر المادية الذي أصبحت لغته المادة...؟؟؟
أم ماذا....؟؟
هذا ما نود معرفته من خلال اقلامكم المبدعة.....
نسأل الله أن يردنا إليه رداً جميلا....
و دمتم برعاية الله